ألانظمة الالكترونية و دورها في تحسين السلامة المرورية

ألانظمة الالكترونية و دورها في تحسين السلامة المرورية

 

إعداد المهندس

حسين اسمايعل صاحب

ماجستير الامن السيبراني

 

المقدمة

تكاد مشكلة المرور ان تتصدر المشاكل بعالمنا المعاصر , نظراً للخسائر المباشرة و الغير مباشرة التي فاقت جميع التوقعات و الخسائر السنوية في الارواح بسبب هذه الحوادث على مستوى العالم عموماً و العراق خصوصاً و التي تتعدى الحروب و الكوارث الطبيعية على مدى عقود ماضية , فتنبهت جميع الدول لهذا الخطر و عقدت له المؤتمرات و تبنت هذه المشكلة الدولية الجمعيات و المنظمات الدولية  حيث تعد حوادث السير على الطرق من أهم المشكلات الخطيرة التي يعاني منها عالمنا المعاصر، وقد تنبهت دول العالم إلى هذه المشكلة وقامت بوضع بعض القوانين للتخفيف منها قدر الإمكان، إلا إنها لم تصل إلى المستوى المطلوب، حيث يقدر عدد الأشخاص الذين يلقون حتفهم في العالم سنوياً إلى أكثر من مليون شخص، ويصل عدد المصابين نتيجة حوادث الطرق إلى (50) مليون شخص.

ولذلك فإن للسلامة على الطرق أهمية اجتماعية، واقتصادية، وتنموية وصحية على المستوى العالمي. ولأن عدد السيارات على الطرق في تزايد مستمر في الكثير من البلدان، فقد تتفاقم المشكلة بشكل أسرع. وبالتالي فهناك حاجة ملحة لبذل المزيد من الجهد للحد من هذه الوفيات والإصابات التي يمكن تفاديها. حيث تقع العديد من الحوادث المرورية بسبب عدد من العوامل المعروفة والتي يمكن تجنبها وبحسب التقارير الصادره من مديرية المرور فان من اهم هذه الاسباب هي :

  1. السرعة الزائدة او تحت تأثير الكحوليات.
  2.  الانشغال بالهاتف النقال أثناء القيادة.
  3. الانحراف المفاجئ.
  4.  الإهمال وعدم الانتباه.
  5. عدم ترك مسافة آمنة بين المركبات.
  6. عدم استخدام أحزمة الأمان.
  7. تجاوز إشارة المرور.
  8. البنية التحتية غير الآمنة للطرق.

حيث ان هذه المشاكل هي أبرز أسباب وقوع الحوادث المرورية، كما أظهرت أن 85% من الحوادث سببها العنصر البشري، وأن الشباب أكثر المتسببين والضحايا فيها.

و في مجال تخصصنا و دراستنا ارتئينا الاطلاع عن كثب على بعض التجارب و الممارسات العالمية الناجحة و تطبيقها على واقع العمل في بلدنا العزيز للتقليل و الحد من الحوادث المرورية و الخسائر البشرية الناجمه من الحوادث فقد قمنا في دراسة البرامج و الانظمة الالكترونية المستخدمة في بعض الدول المتقدمه التي ساهمت إلى حد كبير فى التغلب على تلك المشكلة، وذلك بالاستفادة من الحلول التكنولوجية التى تقدمها، مثل توفير معلومات دقيقة وآنية عن نقاط الازدحام المرورى وسببه، عبر جمع المعلومات العملاقة Big Data من نظم الاستشعارات وإنترنت الأشياء وكاميرات CCTV  الموجودة فى الطرقات بما يساهم فى سرعة تحديد المشكلة والعمل على حلها و رصد المخافات المرورية التي تساهم في التقليل من الزخم المروري و تنظيم حركة سير المركبات.

كما أن استخدام إشارات المرور الذكية يساعد على المنع المسبق لمثل هذه المشكلات. وكذلك استخدام الرادرات في رصد السرعه في الطرق الخارجية و جهاز فحص السائقين “المخمورين”.

لذا يجب بناء منظومة رادارات خاصة تقوم بالتقاط صور عالية الدقة وتحت ظروف مختلفة، من خلال :

  1.  نصب الكاميرات التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه الصور ورصد إذا كان السائق لا يستخدم حزام الأمان أو يستخدم الهاتف حيث يعمل النظام على إرسال إشعار للسائقين المخالفين عبر الرسائل النصية القصيرة تحثهم على تصحيح السلوك في وقته أثناء القيادة و الذي يهدف إلى تعزيز مستويات ممارسات القيادة المرورية الآمنة وحماية الأرواح البشرية، بتطبيق قوانين وأنظمة وقواعد المرورو يأتي النظام بهدف تعزيز مستويات الأمان والحفاظ على سلامة مستخدمي الطرق وزيادة الوعي وتثقيف المجتمع حول أهمية اتباع ممارسات القيادة الآمنة، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تطبيق الحوكمة الالكترونية في العراق.
  2. استخدام إشارات المرور الذكية حيث تعمل إشارات المرور الذكية على مراقبة السرعة والازدحام، مع تحديد أولويات المرور لسيارات إلاسعاف وإلاطفاء وغيرها من الوصول إلى أماكن الحوادث أو المستشفيات. وقد يتسبب في تأخير وصول المساعدات الطبية إلى المصابين، مما يزيد من حالتهم سوءاً أو قد يؤدي في بعض الأحيان إلى وفاتهم قبل وصولهم إلى مراكز العلاج، بالإضافة إلى الاعتماد على الخرائط الحرارية لتحليل كيفية استخدام المشاة وسائقي السيارات للطرق وذلك من خلال استخدام إشارات ذكية تقوم بصورة ذاتية بقياس مؤشرات الكثافات المرورية وتبادلها مع بعضها البعض، وإعطاء الأولوية للشوارع التى بها كثافة عالية على حساب الأقل كثافة. فمثلا إذا ازداد عدد السيارات فى شارع مقارنة بآخر، فإنها تعطى فرصة أكبر من الوقت للشارع المزدحم بصورة تلقائية على حساب الأقل ازدحاما.
  3. أستخدام الرادار لرصد سرعة المركبات من أجل إجبار السائقين على الالتزام بالسرعة المحددة في الطرق السريعة والرئيسية، عادةً ما تعمل الجهات المسؤولة على تثبيت أجهزة رادار “Doppler Radar” لقياس السرعة، أو تستعمل ما يُعرف باسم مسدسات الرادار “laser speed gun” التي تُحدد بدقة سرعة السيارة، وبذلك يُعرِّض السائق نفسه للمخالفة إن تجاوز السرعة المحددة.
  4. جهاز فحص السائقين “المخمورين” يعمل بـ “النفخ” والنتيجة الكترونيةحيث يعمل  الجهاز على قياس نسبة الكحول من الهواء الخارج من صدر السائق، وتعطى النتيجة الكترونيا في الوقت ذاته وبشكل دقيق و التي سببت في ازدياد حوادث السير التي تودي بحياة العديد من الأشخاص، بسبب تناول الكحول والقيادة تحت تأثيرها، دون التنبه الى الاخطار التي تواجههم ومرافقيهم، وبخاصة لدى فئة الشباب